الحبل قصير ولكن!
القاضي : ما هي تهمتك ؟
المتهم : سرقة حبل طوله متر ونصف.
القاضي (باستغراب) : وهل قدمت للمحاكمة بتهمة سرقة هذا الحبل القصير.
المتهم : نعم سيدي ، وكان في آخره بقرة.
القاضي : ما هي تهمتك ؟
المتهم : سرقة حبل طوله متر ونصف.
القاضي (باستغراب) : وهل قدمت للمحاكمة بتهمة سرقة هذا الحبل القصير.
المتهم : نعم سيدي ، وكان في آخره بقرة.
أحضر رجل امرأته إلى بعض قضاة البصرة، وكانت حسنة المنقب، قبيحة المسفر، فمال القاضي لها على زوجها وقال : يعمد أحدكم إلى المرأة الكريمة فيتزوجها ثم يسيء إليها. ففطن الرجل لميله إليها فقال : أصلح الله القاضي ، قد شككت في أنها امرأتي ، فمرها تسفر عن وجهها، فوقع ذلك بوفاق من القاضي، فقال لها : أسفري رحمك الله، فسفرت عن وجه قبيح. فقال القاضي لما نظر إلى قبح وجهها : قومي عليك لعنة الله ! كلام مظلوم، ووجه ظالم.
تنازع شخصان وذهبا إلى جحا – وكان قاضيا – فقال المدعـي: لقد كان هذا الرجل يحمل حملا ثقيلا، فوقع على الأرض، فطلب مني أن أعاونه، فسألته عن الأجر الذي يدفعه لي بدل مساعدتي له، فقال (لا شيء) فرضيت بها وحملت حمله. وها أنذا أريد أن يدفع لي اللا شيء. فقال جحا: دعواك صحيحة يا بني، إقترب مني وارفع هذا الكـتاب. ولما رفعه قال له جـحا: ماذا وجدت تحته ؟ قال : لا شيء. قال جحا : خذها وأنصرف.
قال المحامـي في معرض الدفاع عن موكله المتهم بالسرقة: "إن موكلي يا حضرات القضاة لم يرتكب جريمةً ما، وكل ما هناك أنه كان ماراً بتلك الشرفة المطلة على الطريق، فامتدت يده اليمنى إلى الصندوق الذي كان بها وأخذته، ولا شك في أنكـم توافقونني على أن اليد ليست سوى عضو من الأعضاء الكثيرة في الجسم، فمن العدالة ألا تؤخذ الأعضاء كـلها بجريمة عضو واحد منها".
ولم يشك القضاة في أن المحامي يمزح، إن لم يكن قد أصيب في عقله، فقال رئيس المحكمة : "إن حجتك ياحضرة المحامي منطقية جداً، ولذلك قضت المحكمة بحبس يد المتهم اليمنى التي سرقت الصندوق سنة مع الشغل، وهو حر في أن يصحبها أو لا يصحبها الى السجن !".
وأشد ماكانت دهشة القضاة، إذ رأوا المتهم يخلع ذراعه الصناعية ثم يتركها على منصة المحكمة، ويخرج من القاعة مع محاميه في هدوء.
عندما كادت هيئة المحكمة أن تنطق بحكم الاعدام على قاتل زوجته والتـي لم يتم العثور على جثتها رغم توافر كل الادلة التي تدين الزوج، وقف محامـي الدفاع يتعلق بأي قشة لينقذ موكله ... ثم قال للقاضي: "ليصدر حكماً بالإعدام على قاتل ... لابد من أن تتوافر لهيئة المحكمة يقين لا يقبل الشك بأن المتهم قد قتل الضحية ... والآن ... سيدخل من باب المحكمة دليل قوي على براءة موكلي وعلى أن زوجته حية ترزق !".
وفُتح باب المحكمة واتجهت أنظار كل من في القاعة إلى الباب، وبعد لحظات من الصمت والترقب، لم يدخل أحد من الباب ...
وهنا قال المحامـي: "الكل كان ينتظر دخول القتيلة !! وهذا يؤكد أنه ليس لديكـم قناعة مائة بالمائة بأن موكلي قتل زوجته".
وهنا هاجت القاعة اعجاباً بذكاء المحامـي.
وتداول القضاة الموقف، وجاء الحكم المفاجأة.
حكم بالإعدام لتوافر يقين لا يقبل الشك بأن الرجل قتل زوجته!
وبعد الحكم تساءل الناس كيف يصدر مثل هذا الحكم ؟
فرد القاضي ببساطة: "عندما أوحى المحامـي لنا جميعاً بأن الزوجة لم تُقتل ومازالت حية، توجهت أنظارنا جميعاً إلى الباب منتظرين دخولها، الا شخص واحد فـي القاعة ! إنه الزوج المتهم، لأنه يعلم جيداً أن زوجته قُتلت وأن الموتى لا يسيرون".