منهجية الإجابة على أسئلة الامتحانات في مسابقات الدكتوراه (الحقوق مثال)
منهجية الإجابة على أسئلة الامتحانات في مسابقات الدكتوراه من الطلبات التي تكثر خاصة عند اقتراب موعد إجراء مسابقة الدكتوراه لما له من أهمية في تحديد الناجحين. لذلك نقدم لكم في هذا المقال بعض النقاط الهامة المتعلقة بمنهجية الإجابة، وأهم الأمور التي يجب الابتعاد عنها لتفادي إلغاء ورقة الإجابة أو الحصول على نقطة متدنية.
أولا: فهم السؤال
يعتبر فهم السؤال نصف الجواب ذلك أن الفهم الخاطئ للسؤال يؤدي لا محالة إلى الخروج عن الموضوع، لذلك يجب على الطالب المترشح لمسابقة الدكتوراه أو امتحانات أخرى أن يأخذ الوقت الكافي لقراءة السؤال وفهمه فهما دقيقا.
من الأفضل إعادة كتابة السؤال في ورقة المحاولات أو الوسخ والتأكد من كتابته كتابة سليمة دون أخطاء في العبارات والمصطلحات، ثم قراءة السؤال أكثر من مرة حتى ولو كان الطالب قد فهم السؤال من أول قراءة، ثم يقوم بالتسطير (في ورقة المحاولات أو الوسخ) على الكلمات المفتاحية أو الكلمات الدلالية التي يدور حولها السؤال.
فلو كان السؤال:
المعالجة الدستورية للجماعات الإقليمية في آخر تعديل للدستور. حلل وناقش.
فمن الواضح أن الكلمات المفتاحية للسؤال هي [الدستور] و[الجماعات الإقليمية]، وبعد تبيان الكلمات الدلالية وفهمها فهما جيدا يمكن القول بأن الطالب قد فهم السؤال وتبادرت إلى ذهنه الإشكالية المبدئية التي سيبني حولها إجابته، ويحبذ كتابة كل الأفكار بما فيها هذه الإشكالية المبدئية على الورقة الوسخ.
ثانيا: إعداد الخطة
بعد فهم السؤال وتكوين فكرة رئيسية وإشكالية تدور حولهما الإجابة، يمكن للطالب المرور للمرحلة الثانية وهي مرحلة إعداد الخطة، على أنه يمكن الخروج عن هذه الخطة بتغيير العناوين أو حتى تعديلها أثناء التحرير إذا كان هناك داع.
يجب الإشارة إلى أن بعض أسئلة مسابقات الدكتوراه يأتي فيها عبارات تفيد إلزامية إعداد خطة، لكن هذا لا يعني أن عدم ورود هذا الإلزام في صيغة السؤال أن الطالب يستغني عن الخطة، بل يجب في كل الأحوال الاعتماد على خطة منهجية أثناء الإجابة.
هل يجب استعمال عبارات المبحث الأول أو المطلب الأول وما إلى ذلك من العناوين؟
في حقيقة الأمر، فإن الطالب ليس ملزما بتقسيم معين، بل يمكنه استعمال التقسيم بالمباحث أو المطالب، أو التقسيم بالأرقام 1 و 2 أو الحروف أ و ب أو بعبارات أولا وثانيا... فالمهم أن تكون الخطة واضحة وتحترم تسلسلا منطقيا للإجابة.
مثلا :
مقدمة
المبحث الأول:.........................
المطلب الأول:.........................
المطلب الثاني:..........................
المبحث الثاني:.........................
المطلب الأول:.........................
المطلب الثاني:..........................
خاتمة
أو:
مقدمة
أولا:.......................
1:.........................
2:.........................
ثانيا:.........................
1:.........................
2:.........................
خاتمة
الخطتين من الناحية المنهجية صحيحتين، والاختيار بينهما يكون من حيث كمية المعلومات فلو كان الموضوع طويل يمكن الاستعانة بالطريقة الأولى (المباحث أو المطالب)، لكن لا شيء يمنع الطالب من اختيار الطريقة التي يحبذها.
في العادة فالتقسيم يكون حسب طبيعة السؤال، مثلا المبحث الأول حول نظرية أولى والمبحث الثاني حول نظرية أخرى، أو المبحث الأول على المشرع المقارن و المبحث الثاني على المشرع الجزائري، أو المبحث الأول على وصف الحالة ثم المبحث الثاني تقييم... إلخ.
ثالثا: تحرير الإجابة
بعد إعداد فهم السؤال وإعداد إشكالية وخطة ملائمة (حتى ولو كانت مؤقتة) يمكن المرور إلى مرحلة تحرير الإجابة، وهنا يجب الحرص على المعيار الزمني فالوقت المتبقي هو الذي يحدد ما إذا كان التحرير على الورقة المسودة أو ورقة الإجابة مباشرة.
شخصيا أفضل دائما كتابة الخطة في المسودة + العناصر الأساسية والمواد القانونية وآراء الفقهاء ... أمام كل عنصر من الخطة، بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة التي يجب دائما الحرص على كتابتهما في المسودة لأننا قد نعيد كتابتها أكثر من مرة.
1. مقدمة .
لا يجب كتابة عنوان مقدمة أثناء التحرير بل تظهر من خلال الإجابة فقط، ويجب أن يحرص الطالب على كتابة المقدمة بشكل سليم يظهر فيها للمصحح تمكن الطالب من الإجابة وفهمه للسؤال.
أهم العناصر التي تحتويها المقدمة التعريف بالموضوع وتحديد أهمية دراسة موضوع السؤال أي أن الطالب يقدم للموضوع ويعرف به انطلاقا من الكل إلى الجزء أو من العام إلى الخاص أو من القديم إلى الحديث، ويمكن الاعتماد على السرد التاريخي، أو ذكر العوامل المِؤثرة في الموضوع كالعوامل السياسية والإقتصادية، ... إلخ وهذا ما نسميه بالإطار العام للإشكالية.
ومن بعد ذلك نطرح الإشكالية (ضروري) وهي إما أن تكون بصيغة سؤال أو بصيغة خبرية لكن على كل حال يجب الحرص على تفادي إعادة نفس سؤال الامتحان في شكل إشكالية إنما تعاد الصياغة في شكل سؤال (من المستحسن)، مع إشكاليات فرعية إن وُجدت.
بعد طرح الإشكالية نكتب : وللإجابة على هذه الإشكالية سنتبع الخطة التالية. أو بتعبير آخر نكتب : سنعالج الموضوع أو هذه الإشكالية وفق الخطة التالية، أو نستعمل عبارة : للإجابة على الإشكالية والأسئلة الفرعية (إن وجدت) نقسم إجابتنا إلى:... نكتب الخطة.
مثال : سنعالج هذه الإشكالية وفق الخطة التالية :
المبحث الأول:.........................
المطلب الأول:.........................
المطلب الثاني:..........................
المبحث الثاني:.........................
المطلب الأول:.........................
المطلب الثاني:..........................
2. عرض .
يبدأ الطالب بتحرير الإجابة محترما الخطة التي أعدها مع الحفاظ على جمالية الورقة ونظافتها وتفادي التشطيب والحشر، ويحاول قدر المستطاع تفادي الإطناب والتذبذب في الأفكار، إنما الانتقال بتسلسل منطقي من فكرة لأخرى مع الربط بينها.
أثناء كتابة كل الإجابة من المقدمة إلى نهاية الخاتمة، يحرص المترشح على ترك مسافة مربعين مع بداية كل فقرة، وترك سطر فارغ عند الانتقال من عنوان لآخر ومن المقدمة إلى العرض ومن العرض إلى الخاتمة، حتى تظهر الإجابة منظمة ومهواة وتظهر أجزاء الموضوع واضحة.
الكتابة تكون بلون واحد دون تسطير للعناوين حتى نتفادى إلغاء الورقة بداعي العلامات الخصوصية.
يجب على الطالب الحرص على استعمال لغة قانونية سليمة باستعمال كل مصطلح في مكانه، والاستناد قدر الإمكان بالنصوص القانونية وبآراء الفقهاء والاجتهادات القضائية.
من أهم النقاط التي يغفل عنها الطلبة المترشحون علامات الوقف كالنقطة والفاصلة، فيجب الاهتمام بها، خاصة عند إعادة قراءة الإجابة بعد إنهائها.
3. خاتمة .
تعتبر الخاتمة حوصلة لما توصل إليه الطالب في إجابته، ويجب أن يقدم إجابات للإشكالية المطروحة والأسئلة الفرعية إن وجدت، ولما لا طرح التساؤلات الأخرى التي يمكن أن يطرحها الموضوع (إشكاليات ليس لها علاقة مباشرة بموضوع السؤال لكن مرتبطة بها)، دون إعادة نفس العبارات الواردة في العرض.
يجب على الطالب استغلال كل الوقت المقدم لقراءة السؤال والإجابة، وفي الأخير التأكد من الإجابة بقراءة ثانية وإضافة الفواصل والنقاط التي يكون قد نسيها في مرحلة التحرير.
على الطالب أن يمتنع من كل عبارة زائدة ليس لها علاقة بالإجابة كعبارة بالتوفيق في آخر الورقة أو أي عبارة أخرى لأنها تؤدي إلى إلغاء الإجابة.
حظا موفقا لكل المترشحين.
للاستزادة في الموضوع عليكم بقراءة المقال المُعد من طرف الأستاذ بن أعراب محمد من جامعة سطيف.
يمكن الاطلاع على مواضيع ذات صلة بمنهجية الإجابة في الامتحانات بصفة عامة.
فهرس الموضوع: